القراءة باللغة الأم ضرورة لتنمية مهارات الأطفال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

تاريخ النشر: الثلاثاء 22 مارس
لكبيرة التونسي

يعيش الأطفال العرب في شقق سكنية مع أهليهم، الأمر الذي يعانون معه غالباً من محدودية المكان وعدم اتساعه، فيظل حبيس الجدران بين الإلكترونيات وما باتت تمنحه الشاشات والقنوات من اختيارات العنف والضرب والقوة بلغة الآخر، فتولد عند الصغار حب المشاجرة والعناد، وغيرها من المشاكل النفسية من تقوقع على الذات، وتراجع في العلاقات الاجتماعية التي تعرف الصغير بمؤهلات نفسه وتكسبه مهارات حياتية تنفعه مستقبلا، في خضم هذا الواقع تحاول دور النشر الخاصة بالأطفال، وناشرو الكتب ومؤلفوها منح الأطفال مساحات من التخيل وتكوين الحس النقدي لديهم من خلال سلاسل من الكتب، ومن هذه الدور “ دار المنى” التي عرضت كتبها ومؤلفاتها في معرض بوظبي الدولي للكتاب الذي اختتم دوته الحادية والعشرين يوم الأحد الماضي.

عن أهداف الدار، وتفاصيل أخرى عن القراءة وتراجعها، وتقاعس اللغة العربية تقول منى زريقات هنينج صاحبة دار المنى التي تأسست بالسويد سنة 1984: نعمل من خلال الدار على تقديم مواد ومواضيع ومضامين هادفة تهم كل الفئات من عمر سنتين إلى 90 سنة. وتشير زريقات إلى أن البداية كانت مع نشر كتب الأطفال، وتطورت الاهتمامات لتشمل كتب الناشئة والكبار، وتضيف زريقات التي تترجم كثيراً من كتب الدار بنفسها: هدفنا هو تقديم مواد ومواضيع مقنعة ومشوقة للجميع، ومن هذا الباب فأنني أشجع وأنصح، بل أراه شيئاً ضرورياً لتطوير مهارات الأطفال واكتسابهم لخبرات حياتية وتكوين رصيد لغوي قوي أن نعلمهم القراءة باللغة الأم، لهذا فإنني أرى أن هناك خطأ كبيراً يرتكب في حق اللغة العربية.

التراجع سببه المدارس الخاصة

وتؤكد زريقات بأن اللغة العربية تقاعست منذ ثلاثين سنة وتوضح أسباب ذلك قائلة: تراجعت اللغة العربية لأن الأطفال يقرأون في غالب الأحيان بلغة الآخر، وأشير هنا أن كثيراً من الناس يوجه الاتهام للعولمة، أما أنا فأقول إن تراجعها كان قبل ذلك، إذ تراجعت في السبعينات نتيجة انتشار المدارس الخاصة، لأن هذه المدارس اهتمت باللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية في الدول العربية أكثر من اللغة العربية، إذ اعتمدت ثنائية اللغة، ولكن في الحقيقة أعطت أهمية للغة الأجنبية أكثر من اللغة العربية، وكانت تقدم كتب هذه اللغات للصغار مواضيع بطريقة أجمل ومضامين شيقة، هكذا تراجع الإقبال على كتب اللغة الأم، وتشير زريقات في هذا السياق أن وزارات التربية والتعليم حول العالم العربي لم تول هذا الأمر عناية، ولم تراقب ما تقوم به المدارس الخاصة في هذا الباب، بحيث ظل التعاطي مع اللغة الأجنبية يتصاعد، في حين يتراجع ذلك المتعلقة باللغة العربية، مما أضعفها عند الطلاب وجعلها تتراجع في أساليبهم، وفي تكوين رصيد لغوي.

تجارب ناجحة مع اللغة الأم

وتتحدث زريقات عن بعض التجارب الناجحة التي أولت عناية كبيرة للغة الأم وتقول: سلكت بعض الدول طرقاً جيدة لحماية لغتها بل طورتها، وساهمت في إثراء مصطلحاتها، ومن هذه الدول نذكر التجربة السويدية، وهو بلد مكون من 9 ملايين نسمة فقط، لكنه مجتمع لا يقرأ إلا بلغة البلد، ولم يفسح المجال للغة الإنجليزية للسيطرة على اللغة الأم، رغم إيمانهم أن اللغة الإنجليزية هي لغة عالمية، مع ذلك جعل أبناء البلد يطورون أنفسهم من خلال لغتهم، وجعلها في الدرجة الأولى، وهناك مثال آخر على ذلك من أيسلندا وهم شعب مكون من 250 – 300 ألف نسمة فقط، والكل يقرأ بلغتهم، واللغة الإنجليزية تأتي في المرحلة الثانية، أما التجربة اليابانية فهي خير دليل على تقدم الشعوب عند إعطاء الأولوية للغتهم، حيث بدأت حضارتهم قبل 100 عام، وترجموا كل ما يتعلق بهم للغة اليابانية، ودرسوا أولادهم بنفس اللغة، بينما اللغات الأخرى تدخل ضمن المهارات الإضافية للطلاب ووسيلة تواصل عالمية، ولكنها تبقى في الدرجة الثانية، أما الشعب الصيني فإنه لا يقرأ ولا يتعامل إلا بلغته الأم وهو القوة الاقتصادية الكبيرة في العالم. … باقي المقال

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يمنع وضع روابط مواقع اخرى

آستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وآتوب إليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.