الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي حسن اعتداد المرء بنفسه، واعتباره لذاته وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه وهي أمر مهم لكل شخص مهما كان ولا يكاد إنسان يستغني عن الحاجة إلى مقدار من الثقة بالنفس.
فمعظمنا يملك مشاعر مختلطة حول نفسه فنحن نتأرجح بين فترات من الطمأنينة النسبية أو عدم الرضا عن النفس.
إن تصورنا عن أنفسنا هو من اهم الأشياء التي نملكها فقد أثبتت البحوث بأن الأشخاص اللذين يملكون مفهوم جيد عن أنفسهم ينجزون أكثر في المدرسة وفي العمل، كما أن مشاكلهم مع الآخرين ومشاكلهم الزوجية تكون أقل وأنهم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق والغضب.
تعد الثقة بالنفس عاملا أساسيا في إنجاح أي عمل واستمراره وهي مرتكزا هاما للانطلاقة والتوجه نحو الإبداع وبناء المجتمع، فهؤلاء الأشخاص المشحونون بالثقة يسيطرون على قلقهم ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان ومكان. وعلى العكس فان انعدام الثقة بالنفس تجعل الإنسان يتصرف بشكل غير طبيعي ويصبح القلق ملازما له في كافة أعماله.
يعاني الكثير من الفتيان والفتيات من فقدان الثقة بالنفس واهتزازها مما ينجم عنه عدم تكيف مع المجتمع كالانعزال والانطواء على النفس وتجنب حضور الاجتماعات المختلفة أو المشاركة في الحوار وقد يصاب البعض منهم بالاكتئاب نتيجة تكرار الفشل.
كيف تبني ثقتك بنفسك
اقبل تحمل المسؤولية فهي تجعلك تشعر بأهميتك، اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها افعل ما تخشى يختفي الخوف.
عندما تضع أهدافا وننفذها تزيد ثقتنا بأنفسنا مهما كانت هذه الأهداف صغيرة سواء على المستوى الشخصي أو على صعيد العمل.
اعتبر الماضي بكل احباطاته قد انتهى سامح نفسك، اغفر لأهلك وأقاربك وأصدقائك فالشعور بالذنب سوف يدمرك، حتى تتعلم كيف تسامح نفسك عن أخطاء الماضي هناك مفاهيم يجب تذكرها: النجاح ليس للأبد، والفشل ليس قاتلا. الفشل هو جزء من عملية التعلم فعندما نفشل نعلم بأن هناك خلل ما. الأشخاص الناجحون هم أشخاص انتقلوا من فشل إلى نجاح ولم يفقدوا حماسهم.
تعلم المثابرة لا شيء يقف أمام الإصرار والمثابرة ففي المثابرة كل القوة فالرمية الكبيرة هي رميات صغيرة تتابع رميها.
لا تقلق كثيرا حيال ما بظنه الناس بك.
لا تلم نفسك عندما تسير الأمور على نحو سيئ.
لا تقبل اللوم غير المناسب من قبل الآخرين.
لا تقارن نفسك بالآخرين ابتعد كل البعد عن ا لمقارنة لا تسمح لنفسك ولو من قبيل الحديث أن تقارن نفسك بالآخرين حتى لا تكسر ثقتك بقدراتك، وتذكر انه لا يوجد إنسان عبقري في كل شيء.
احرص على أن تكون نفسك ( حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون).
أعط لنفسك العذر عندما تفشل.
توقع أن تخطا.
عامل نفسك على أنك ذو شأن وجدير بالاهتمام.
أعط لنفسك الفضل لكل نجاحاتك.
حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك، كلما تحدثت أكثر يسهل عليك التحدث في المرة التالية.
حاول أن توقف الإحساس بالاضطهاد والظلم لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل يسهم في هدم ثقتك بنفسك ويعطل قدرتك على المبادرة ويقلل من ثقتك بنفسه.
ثقتك بنفسك تكمن في اعتقادك
o في البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك
o الثقة بالنفس فكره تولدها في دماغك وتتجاوب معها أي انك تخلق الفكرة سلبية كانت أم ايجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقادك عن نفسك لذلك تبني عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك .
o انظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمع إلى حديث نفسك , لذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك .
o عندما تواجهه موقف ما ويكون صعبا فكر بالنجاح ولا تفكر بالفشل , استدعي الأفكار الايجابية والمواقف التي حققت فيها نجاح من قبل .
o لا تقل قد افشل كما فشلت في موقف ما حدث معك في السابق , لكي لا تتسلل الأفكار السلبية إلى عقلك وتصبح جزء من المادة الخام لأفكارك .
o حين تدخل في منافسه مع آخر , قل أنا كفؤ لذلك وسوف أكون الأفضل , لا تقل لست مؤهلا , اجعل فكرة(سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك .
o حدث نفسك حديثا ايجابيا في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامه جميله واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمه .
o تكلم فالكلام فيتامين بناء الثقة, ولكن تمرن على الكلام أولا .
o تذكر أن كل شخص آخر هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك وربما اقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك .
o اهتم بمظهرك ولا تهمله , ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين .
o لا تنسى العبادات والتقرب إلى الله لان ذلك يمدك بالطمأنينة والسكينه ويذهب الخوف من المستقبل .
أولادنا والثقة بالنفس
كيف يكتسب الطفل تقديره لذاته؟
عندما يولد الطفل فانه لا يستطيع أن يرى نفسه بطريقة جيدة أو سيئة ولكن كلما كبر ونما فان الناس من حوله هم اللذين يساعدونه على تطوير ثقته بنفسه.
في البداية فان عائلة الطفل فقط هي التي تساعده على تطوير تقديره لذاته، فهم يشجعونه عندما يحاول المشي أو يمدحونه عندما يأكل وجبته، ويساعدونه ويدعموه عندما يحتاج ذلك، إن الكلمات التشجيعية والأفعال الايجابية للأسرة تعلمه بأن يرى نفسه على أنه مهم ويشعر بشعور جيد اتجاه نفسه ويكون بذلك قد تعلم انه مهم ومحبوب.
ولكن إذا لم يشجعه الوالدان بالدرجة الكافية أو وجود صراع داخل البيت فان ذلك يؤدي إلى أن يحمل الأطفال تقدير منخفض لأنفسهم. بينت الأبحاث أن تقدير الطفل لذاته ينخفض عندما يقوم الآباء بالسخرية من أبنائهم ويجعلونهم يشعروا بالخجل، ويعاقبوهم لأي محاولة غير ناجحة، ويتوقعوا منهم الكمال والنجاح المستمر.
كلما كبر الطفل يدخل حياته أناس آخرين يساعدوه على بناء ثقته بنفسه كالمعلمين والأصدقاء وزملاء المدرسة أو الكلية. فثقة الطفل يمكن أن تتأذى في المدرسة إذا أشعره المعلم بأنه غبي أو إذا وجد زميل له يستقوي عليه ويؤذيه بالفعل أو الكلام، أو إذا وجد صعوبة في المواد الدراسية ولم يستطيع الحصول على العلامات التي يأمل بها، أو إذا لم يتمكن من تكوين صداقات في المدرسة، أو فكر بأنه غير محبوب أو بدين أكثر من اللازم أن هذا كله يؤدي إلى انخفاض ثقته بذا ته.
كيف يمكننا بناء الثقة بالنفس في أطفالنا
تجاوب مع كل طفل بشكل فردي، ناديه بالاسم.
اكبر السلوك الذي تحبه.
ابق توقعاتك متوافقة مع مرحلة نمو الطفل وقدرته، وكن واقعيا.
أعط الطفل فرصة الاختيار بين مجموعة بدائل وتحمل المسؤولية بما يتناسب مع مرحلة نموه.
فرغ نفسك لطفلك قدرا معينا من الوقت.
تجنب مقارنته بالأطفال الآخرين خاصة الإخوة والأخوات.
تجنب إحراجه أو إلصاق صفة أو اسم قبيح به.
كن نموذجا جيدا، فالأطفال يتعلمون من خلال القدوة.
رد على السلوك بدل الشخصية.
اثني على الطفل تقديرا لإنجازاته.
تقبل المشاعر الايجابية والسلبية لطفلك بدون إصدار حكم عليه.
عانقه واحضنه بكثرة.
د فائق الزغاري استشاري الطب النفسي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلي عنجهيه 
