أطردي الهم بذكر الصمد واهجري ليل الهوى
وابتعدي
إنك تخطئين كثيرا إذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون
لصالحك مائة بالمائة ، فهذا لن يتحقق إلا في الجنة ، أما
في الدنيا فإن الأمر نسبي ؛ فلن يتم كل ما تريدين ، بل
سوف يقع شيء من البلاء والمرض والمصيبة والامتحان
، فكوني شاكرة في السراء ، صابرة في الضراء ، ولا
تعيشي في عالم المثاليات بحيث تريدين صحة بلا
سقم ، وغني بلا فقر ، وسعادة بلا منغصات ، وزوجا بلا
سلبيات ، وصديقة بلا عيوب ، فهذا لن يحصل أصلا ،
وطني نفسك على غض الطرف عن السلبيات والأخطاء
والملاحظات ، وانظري إلى الإيجابيات والمحاسن ،
وعليك بحسن الظن والتماس العذر والاعتماد على الله
فقط ، أما الناس فليسوا أهلا للاعتماد عليهم وتفويض
الأمر إليهم : )إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً )
(الجاثـية: من الآية19)