الزئبق و كريمات التبيض
في مجتمعاتنا العربية يهوى الناس العلاج بما هو طبيعي أي أن مصادره من الطبيعة. و نحن نعلم أن الأدوية الطبية مصادرها إما من الطبيعة أو نتيجة تفاعلات كيميائية. فالمصادر الطبيعية للأدوية تستخلص بعد تنقيتها من الشوائب و ما هو ضار للاستخدام البشري. و قد أوجد حب ما هو طبيعي تربة خصبة لترويج منتجات دخيلة على الطب و غير منقاة من الشوائب و تروج بين البسطاء من الناس كمستحضرات لنضارة البشرة يقال أنها تعطي نضارة و حسناً لبشرة المستخدم و تزيل البقع السمراء في الوجه عامة. و للأسف الشديد قد تكون هذه الكريمات مخلوطة بمادة الزئبق المحرمة دولياً و غالبية هذه المستحضرات لا يوجد عليها ملصق يثبت محتوياتها. وتباع هذه الكريمات بأسعار باهظة الثمن و لها رواج بين النساء خصوصاً. و هذه المركبات خضعت للتحليل في أقسام السموم ووجد احتوائها على مادة الزئبق بنسب سامة و سوف أسلط الضوء على مادة الزئبق في مقالي هذا.
الزئبق هو أحد المعادن الثقيلة يوجد في الطبيعة بعدة صور كيميائية إما عضوية أو غير عضوية. عرف الزئبق منذ القدم و يرجع الفضل في اكتشاف أضراره و سميته إلى العالم المسلم أبو بكر الرازي.
ويستخدم في الصناعات الكيميائية و التعدينية و استخلاص الذهب وخصوصاً صناعة الكلور و نظراً لاختلاط هذه المواد مع النباتات و الأحياء البحرية و لتلوث مياه البحار بالمواد الكيميائية و البترولية و التعدينية و من رواسب الأنشطة البركانية لذا قد يتعرض الإنسان لمادة الزئبق عن طريق النباتات و الحيوانات التي يتغذى عليها أو عن طريق استخدام أدوية أو مستحضرات تجميليه موضعية مخلوطة بالزئبق. و يمتص الزئبق بدرجة عالية من الجلد إلى داخل الجسم و يستطيع الوصول إلى الخلايا العصبية في داخل جسم الإنسان بسهولة مما يؤدي إلى تلف الخلايا. لذا حرمت منظمة الأدوية و الأغذية استخدام الزئبق في كريمات التجميل و مستحضراته منذ مطلع السبعينيات الميلادية من القرن العشرين.
استخداماته:
– في حشوات الأسنان "الأملجم" و قد أثار استخدامه في حشوات الأسنان جدلاً كبيراً بين المختصين فمنهم المؤيد ببقائه و منهم المعارض و إلى الآن لم يثبت علمياً تأثير حشوات الأسنان المحتوية على نسبة ضئيلة من الزئبق أثرها الضار على صحة الإنسان.
– أجهزة قياس درجات حرارة الجسم. و قد حدثت حالات تسمم لأطفال ابتلعوا مادة الزئبق جراء كسر الجهاز خلال قياس درجة الحرارة و لم يعد استخدام الزئبق في أجهزة قياس درجة الحرارة شائعاً.
– و يستخدم الزئبق أيضاً كمادة حافظة في قطرات العيون بنسبة ضئيلة جداً.
– و في السابق استخدم الزئبق في المبيدات الزراعية و الدهانات الصبغية المستخدمة في الطلاء.
– كما استخدم الزئبق في السابق في صناعة الصابون وقد منع استخدامه في صناعة الصابون.
– و استخدم الزئبق في السابق كعلاج للصدفية و الزهري و القمل.
إفرازه:
– إذا أمتص الزئبق داخل الجسم فيفرز عن طريق البراز و البول و يمكن قياسه عن طريق البول أو الدم أو في شعر الإنسان و تعد هذه الطريقة هي الأسهل.
مخاطرة:
– الفشل الكلوي الحاد
– إصابة الجهاز العصبي
– فقر الدم
– فشل الكبد
– تغير الشخصية ( العصبية، النرفزه، الرعشة)
– الضعف و الخمول و فقدان الذاكرة
– فقدان أو ضعف السمع و النظر و الذوق و كذلك التهاب اللثة و سيلان اللعاب
الوقاية:
1) شراء لحم التونة الخفيف أفضل من التونة البيضاء أو البكورة ( سمك بحري كبير) المرتفعة الثمن لأن التونة البيضاء تحتوي 4 أضعاف مادة الزئبق مقارنة بغيرها. "كلما كانت السمكة كبيرة كانت نسبة الزئبق فيها أكثر و نسبة التلوث الزئبقي فيها أكثر"
2) الإكثار من البيض أو الثوم لأن مادة الكبريت الموجودة في بياض البيض لها قدرة عجيبة على التفاعل مع مادة الزئبق في جسم الإنسان.
وجوده:
– النباتات و الحيوانات التي يتغذى عليها الإنسان( السمك، القمح، اللحوم)، حشوات الأسنان، مواد التجميل، ملينات الأقمشة، الأحبار، راسمو الوشم، والاتكس البلاستيك، الورنيش.
– المبيدات الحشرية و مبيدات الفطريات
– أسماك التونة و القرش و الاسقمري
– رواسب الأنشطة البركانية
– المخلفات الصناعية الناتجة من الصناعات الكيميائية و البترولية و التعدينية و خصوصاً صناعة الكلور
الدراسة:
وفي دراسة أجريت على 38 عينة تستخدم ككريمات تجميل في السوق السعودي لمعرفة محتواها من مادة الزئبق. أظهرت النتائج أن 45% تحتوي على الزئبق بنسب أعلى بكثير من الذي صرحت به منظمة الأدوية و الأغذية الأمريكية و هو أن يكون أقل من جزء واحد من المليون.