بسم الله الرحمن الرحيم..
1- ينبغي أن يبدأ رحلته بالتوبة، وقضاء ديونه، ورد المظالم، أو طلب السماح من أصحاب الحقوق إن عجز عن ردها.
2- يجب أن يرد الودائع إلى أهلها: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
3- يصحب معه المال الحلال الطيب ما يكفي لذهابه وعودته ونفقته.
4- من السنة أن يتوسع في الإنفاق على الضعفاء والفقراء والمساكين.
5- ينبغي أن يبحث عن رفقة من الصالحين، يعينوه على الخير، ويُذَكِّروه عند النسيان.
6- ينبغي أن يودع أهله وأقاربه وجيرانه وأصدقاءه، ويطلب منهم الدعاء، والسنة أن يُقال في الوداع: "أستودع الله دينك وأماناتك وخواتيم عملك". وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمَن أراد السفر: "في حفظ الله وكنفه، زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك للخير أينما كنت".
7- يصلي ركعتين قبل الخروج من الدار، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة: سورة (الكافرون)، وفي الثانية سورة (الإخلاص).
8- وعلى باب الدار يقول: "باسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، رب أعوذ بك أن أضل أو أُضَل، أو أذِل أو أُذَل، أو أظْلِم أو أُظْلَم، أو أجْهَل أو يُجْهَلُ عليَّ".
9- إذا ركب الراحلة يقول: "باسم الله وبالله، والله أكبر، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
10- كلما علا مرتفعًا من الأرض فَيُستحب أن يكبر ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم لك الشرف على كل شرف، ولله الحمد على كل حال"، وكلما هبط سبح: "سبحان الله الملك القدوس، رب الملائكة والروح".
11- أن تكون الرحلة لله، والنية خالصة لوجهه الكريم.
12- يلتزم التواضع والخشية لله عز وجل.
13- يبتعد عن الإسراف، ويترك الزينة. كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أمراء الأجناد: "اخْلَولقُوا واخْشَوْشِنُوا"؛ أي: البسوا الملابس القديمة، واستعملوا الخشونة. ولقد حج المصطفى صلى الله عليه وسلم على "رحْل رثٍّ وقطيفة خلقة" أي قديمة. وفي الحديث: "انظروا إلى عبادي جاءوني شعثًا غبرًا".
14- أن يجتهد في طلب كل أمر يجعل الحج مبرورًا، مثل: (طيب الكلام- إطعام الطعام- كظم الغيظ- العفو عن الناس…).
15- يكون لين الجانب، بخفض الجناح للجميع، ويتحمل الأذى، ويترك الخصومة، ويجتنب الجدال والمراء، ويشغل نفسه بالنافع المفيد طوال ليله ونهاره، ويكثر من التأمل والتفكر والتدبر، ويعيش في ذكريات هذه البقاع وتاريخها.
16- يدعو إلى الحب والأخوة، والألفة والتعاون، والتواد بين المسلمين؛ فالمسلم أخو المسلم، والمؤمنون إخوة.
17- يتقرب إلى الله بإراقة الدم، وإن لم يكن واجبًا عليه.
18- يجتهد أن يُقَدِّم الطيب، وليأكل منه إن كان تطوعًا، ولا يأكل منه إن كان واجبًا.
19- أن يُكثر من تسبيح الله، وذكر الله، وتمجيده واستغفاره، والصلاة على حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في الحديث القدسي: "إن ما تذكرون من جلال الله وتقديسه وتحميده يتعاطفن حول العرش، لهن دوي كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن"، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ألا يحب أحدكم أن يكون له ما ذكر به عند ربه؟".
20- أن يعزم على اجتناب كل ما كان عليه قبل الحج، من تقصير أو تهاون في أمر دينه، وأن يبدأ حياة جديدة، وأن يغيِّر من سلوكه وأخلاقه، فهذه علامة الحج المبرور، وأن يكثر خوفه من الله جل وعلا بعد أداء الحج خشية رد حجه عليه، ويزاد رغبة ورهبة.
21- أن يستحضر الحاج عظمة الله، وعظمة بيته، ولا يتهاون بحرمة البيت، قال الله تعالى: {مُنِيبِينَ إلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ} [الروم: 31]. هذه سمات المؤمنين، التوبة الدائمة لله تعالى، الانقطاع للعبادة بعد أداء عملهم في الحياة، الخوف والتقوى، يؤدون الصلاة، ويجتنبون الأعمال التي تؤدي إلى إحباط الأعمال والشرك بالله.
22- أن يرجع الحاج وقد اعتقد اعتقادًا جازمًا بوجود الحق سبحانه وتعالى، وأن الأمر كله بيده، وأن يصدق تصديقًا كاملاً برسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يعقد النية على الطاعة وتجديد العزم على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى نصرة دين الإسلام، وصدق الله العظيم إذ يقول في تحديد المؤمنين حقًّا: {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15].