تحذير لمن يمارس الرياضة العنيفة

من المنطقي إعطاء المتسابقين والعدائين الكثير من السوائل في نهاية السباق الطويل لاستعادة حيوتهم ونشاطهم، ولكن يبدو أن الماء هو آخر شيء قد يحتاجه هؤلاء.. وهذا ما أكده تقرير جديد وضعه الباحثون في كلية بايلور الطبية الأميركية.

وسجل الباحثون في الإصدار الأخير، حالات لعدائي ماراثون أصيبوا بانتفاخات وتورمات في المخ نتيجة لما يسمى التسمم المائي، حيث تناول هؤلاء كميات كبيرة من الماء أثناء سباقاتهم، الأمر الذي سبب انخفاض مستويات الصوديوم في دمائهم.

واوضح الدكتور كارلوس ايوس أستاذ الطب في كلية بايلور الطبية في هيوستن بولاية تكساس الأميركية أن الماء الزائد يتم امتصاصه إلى الدم مسببا بجمع السوائل في الدماغ وتراكمها في الرئتين فيصاب الرياضي بضيق التنفس واللهاث والغثيان. وقال إن التفسير الطبيعي لإصابة متسابقي العدو بالانهيار أو المرض انهم تعرضوا لازمة قلبية ولكن بدلا من ظهور أعراض النوبات كتجمع السوائل لديهم في الرئتين وهو ما يعرف طبيا بـ الأزمة الرئوية يدل على وجود انتفاخ وورم في الدماغ مما يؤدي إلى انهيار الكثير من الرياضيين أو وفاتهم بعد السباقات.

ووصف الدكتور ايوس وزملاؤه في تقريرهم سبع حالات لعدائين انهاروا بعد سباق الماراثون وأصيبوا بغثيان وقيء مستمرين، وتم علاج ستة منهم بعد أن كشفت المسوحات الدماغية لهم عن وجود ورم وانتفاخ في المخ بمحلول وريديي يحتوي على كميات عالية من الصوديوم وهو مقلل للماء بعكس محلول الصوديوم المنخفض الذي قد يتلقاه المتسابقون إذا تم تشخيص حالتهم خطأ. أما المريض السابع الذي لم يشخص بتورم المخ فقد مات فيما بعد واظهر الفحص تراكم السوائل في دماغه.

وأشار الدكتور ايوس إلى أن خمسة من المرضى كانوا إناثا مما يشير إلى أن النساء اكثر تعرضا لظاهرة التسمم المائي وآثاره على الدماغ والرئتين، منوها إلى أن المرضى السبعة استخدموا الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنات غير الستيرويدية كالأسبرين التي تمنع طرح الماء إلى خارج الجسم.

وحذر الباحثون من أن الرياضيين الآخرين غير العدائين قد يصابون بمثل هذه الحالات وخاصة الرياضات العنيفة أو الخفيفة اذا استمرت لأكثر من ساعتين.