بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرأة المسلمة مع نفسها
تكثر من ترديد الصِيغ والأدعية المأثورة
وممايعين المرأة المسلمة على تقوية روحها وربط قلبها بالله
عز وجل: حفظها بعض الأدعية والصيغ المأثورة عن النبي محمد
صلى الله عليه وسلم في كل عمل من الأعمال التي ثبت أن
للرسول فيها دعاءً؛ فلقد أثر عنه صلوات الله عليه صيغ رائعات من
الدعاء في كل عمل كان يقوم به، فللخروج من البيت دعاء،وللدخول
فيه دعاء،وللشروع في الطعام دعاء،وللانتهاء منه دعاء،وللبس الثوب
الجديد دعاء،وللاضطجاع في الفراش دعاء، وللاستيقاظ من النوم دعاء،
ولوداع المسافر دعاء،ولاستقباله دعاء…وهكذا لم يكد رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقوم بعمل من الأعمال إلاَ وكان له فيه دعاء، يتوجه به
إلى الله أن يبارك له في مسعاه، ويجنبه الزلل، ويلهمه الصواب، ويكتب له
الخير ، ويقيه من الشر، مما هو مبسوط في كتب الحديث،وثبتت روايته
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).وكان صلوات الله عليه يعلم الصحابة
هذه الصيغ الرائعة من الأدعية والأذكار، ويحضهم على تردادها في أوقاتها.
والمرأة المسلمة التقية الحريصة على جلاء روحها تقبل على تعلم طائفة
صالحة من هذه الصيغ المأثورة، تأسياًبالرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه
الأبرار،وتواظب على تردادهافي أوقاتها ومناسباتها،ما استطاعت إلى ذلك
سبيلاً، وبذلك يبقى قلبها موصولاً بالله عز وجل، وتزكو روحها، وترهف
أحاسيسها، ويزداد إيمانها.
وإن المرأة المسلمة المعاصرة اليوم لفي أمس الحاجة إلى هذا الزاد
الروحي، تزود به روحها، وتصقل نفسها، وتنأى بها عن فتن العصر
وموبقاته وآفاته ومرتكساته التي أطاحت بالمرأة في كثير من المجتمعات
الشاردة عن هدي الله، وساقت جموع النساء إلى النار، كما أشار إلى ذلك
الرسول الكريم بقوله: ((اطَلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء))(1).
والمرأة المسلمة الواعية هدي دينها تتبصر طريقها، وتكثر من الأعمال
الصالحات،لتنجو من هذا المصير المخيف الذي يسعى شياطين الإنس
والجن، في كل زمان ومكان، لإيقاع النساء فيه.
(2) انظر كتاب الأذكار للنووي، والمأثورات لحسن البنا.
(1) رواه مسلم في كتاب الرقاق.
منقول من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب
والسنة بقلم الدكتور محمد علي الهاشمي.