-أهمية اللّعب في النمو الذهني والمعرفي:
يعتبر اللّعب مجالاً حيوياً تنشط فيه عملية التفكير، وحل المشكلات من خلال التجارب التي يقوم بها الطفل؛ لأنّها تغني أفكاره. ويرى إيريكسون (باحث و خبير) أنّ اللّعب شكل طفولي لقدرة الإنسان على التعامل والتجارب وخلق مواقف تكون قريبة جداً من الواقع. أما بياجيه فيقول: إنّ اللّعب هو مجالٌ للتدرب على دمج المهارات الذهنية المكتسبة، وهو يساعد على نقل التجربة إلى معنى داخلي مجرد. وقد أكّدت الدراسات والأبحاث أنّ هناك علاقة قوية بين اللّعب والنمو الذهني، فعندما يلعب الطفل،فهو يفكر ويخطط ويعطي نتيجة، إضافة إلى أنّه يساعد على تطوير التفكير المجرد؛ أي المقدرة على التخطيط والوصول إلى الاستنتاجات بعيداً عن الأمور الحسيّة. وفي دراسة أخرى تبيّن أنّ الأطفال الذين يلعبون كثيراً حصلوا على علامات أعلى من رفاقهم في التفكير المجرد، الذي من خلاله يستطيع الطفل أن يحلّ المشكلات.
وفي اللّعب فرص كثيرة للطفل لأن يخترع ويبدع ويصمم، يرسم ويمثّل. ففي دراسة قام بها سيلفرمن و دانسكي وجدا أنّ هناك علاقة إيجابية قوية بين اللّعب وعملية الإبداع، وهي أرقى شكل من أشكال حل المشكلات عن طريق الخيارات المختلفة الموجودة أمام الطفل، فيتعلّم المرونة الذهنية، والاختيار الدقيق للحل.
وهناك عمليات ذهنية كثيرة تنمو وتتطور باللّعب؛ كالاستنتاج، والتصنيف، والتعميم، والتنبؤ بأحداث يمكن حصولها، فضلاً عن تقوية الذاكرة، والنموّ اللغوي، ومهارة التخطيط، والمهارات الأكاديمية، والذكاء. وقد أكّدت ذلك الدراسات التي أجريت، فقد كانت العلاقة قوية بين اللّعب وتطور هذه العمليات الذهنية.
مشكورة الغالية على المعلومة الحلوة
يزاج الله خير