قد أباح الله عز وجل للزوج أن يوجه ويؤدب زوجته إذا حصل بينهما خلاف بالموعظة الحسنة، فإذا لم تستجب يلجأ إلي هجرها في الفراش ، فإذا لم ينفع معها ذلك فعندئذ يضربها بشروط وضوابط تحفظ للمرأة كرامتها وإنسانيتها وفي الوقت نفسه يقومها لاستقرار حياتهما معاً ، قال الله تعالى : (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ًإن الله كان علياً كبيراً) [ النساء : 34 ].
أما ما يحدث في بعض بيوتنا من ضرب الأزواج لزوجاتهم دون أسباب منطقية ، أو حاجة ضرورية فإنه يمثل مشكلة لا بد من حلها بعد معرفة أسبابها ودوافعها النفسية والتربوية ، التي تختلف من شخص لآخر حسب التنشئة الأسرية التي نشأ عليها ..
فمن الأزواج من عاش بين أبوين ورأى والده وهو يضرب والدته أمامه وهي صامتة صابرة فوقع في نفسه أن هذا حال جميع الأزواج مع زوجاتهم ولا غبار عليه .
وصنف عاش في أسرة تتحيز للذكور وترفع من شأنهم ، وتميزهم في كل شيء على الإناث ، وتأمرهم بالتحكم والتسلط على أخواتهم حتى وإن كانوا أكبر منهم ، فغرست في نفسه معاني التسلط والتحكم والعنجهية فنشأ عليها وترعرع، وهذه المعاني تكبر معه حتى تزوج وانعكست في معاملته لزوجته ، فإذا لم ترضخ الزوجة له ضربها ، لأنه تعوّد طاعة عمياء من أخواته الإناث ، ولن يقبل أن ترد أوامره أو طلباته.
أما الصنف الثالث هو الذي رأى من ضرب والده لوالدته أقصر الطرق لرضوخ الزوجة له ، وكبح جماحها ، واستجابتها لأوامره ونواهيه رغماً عنها.
والصنف الرابع الذي يضرب وهو مضطراً لذلك بسبب تمرد زوجته وعصيانها له وتقصيرها في أداء واجباتها نحوه ونحو أولاده وبيته ، ولم ينفع معها الوعظ أو الهجر أو تدخل الأهل فيلجأ للضرب حتى يستقيم حالها .
أما سكوت الزوجة لزوجها فله أسبابه ، فمنها أنها نشأت في أسرة مسيطرة من الأب أو الأخ ، ورأت والدها يضرب والدتها وهي ساكته صابرة ، لا تستطيع الاعتراض على أبيها أو أخيها فنشأت ضعيفة سلبية ، ثم تزوجت واستسلمت لضرب زوجها بسبب ضعفها حتى تستمر حياتها معه.
أما الصنف الثاني من النساء فهي المغلوبة على أمرها التي لا أهل لها ، أو أسرتها مفككة الأب في واد والأم في واد آخر ، ولا يريدان تحمل مسؤولية ابنتهم إذا انفصلت عن زوجها ، فيستغل الزوج هذه الظروف فيتسلط عليها بالإهانة والشتم والضرب والتحقير فتضطر الزوجة للسكوت والرضى بحالها في ظل خذلان أهلها أو عدم وجودهم، أو قد تسكت الزوجة لأنها تحتل مكانة اجتماعية أو علمية عند أسرتها أو في مجتمعها ، فلا تريد أن تفضح نفسها أمامهم.
هذه بعض الأسباب من قبل الزوج أو الزوجة ، ويكمن حلها في أساليب التنشئة الأسرية التي يتلقاها الطفل في أسرته ، ومدى تقبلهم واهتمامهم به من جميع الجوانب ، ومدى إشباعهم للحاجات النفسية من الحب والاهتمام والتقدير والقبول إلى غير ذلك ؛ فالأسرة هي التي تضع جميع البذور الأساسية لشخصية الرجل والمرأة من طفولته ، لتظهر في سلوكياته وأخلاقياته وتصرفاته في المستقبل ، فدور الوالدين مهم جداً في تنشئته على الحب والتقدير والاحترام وتحمل المسؤولية مع شريكة حياته مستقبلاً.
dico27
شكرا موضوع جدا رائع ومفيد
جزاك الله الف خير عالموضوع اختي
تسلمين يالغلاااااااااااااا