ربما يمتلك أغلبنا صورًا متفرقة التقطت له في رحلات مدرسية متعددة سادتها أجواء من المرح، وإذا فتشنا في ذاكرتنا سنجدها تمتلئ بالذكريات المرحة عن أجواء الرحلات وحماس الاستعداد لها، والمرح المخيّم على أتوبيس الرحلة في طريق الذهاب والعودة، سواء كانت الرحلة إلى مدينة ساحلية قريبة أو مدينة ملاهي أو حتى حديقة الحيوان.
بالتأكيد تمنح الرحلات لصغارك الكثير من الذكريات والأوقات الطيبة، كما أنها تعزز من إحساسهم بالاستقلالية والثقة والاعتماد على النفس، لكن ربما تواجهك المخاوف حول وجود صغيرك خارج المدرسة في مكان مفتوح، ربما تتساءلين عن قدرة مشرفي المدرسة على الاهتمام به، أو عن جدوى الرحلة ذاتها، فمتى يمكنك السماح لطفلك بالذهاب في رحلة مدرسية؟ ومتى عليكِ أن ترفضي ذلك بحزم؟
بالتأكيد يختلف الأمر من طفل ﻵخر، تبعًا لطبيعة شخصيته، وكذلك لظروف المدرسة، مبدئيًا بإمكانك طرح الأسئلة التالية
أسئلة أساسية
طبيعة شخصية طفلك: إذا كان طفلك مشاغبًا ومشاكسًا ولا يستطيع الالتزام، ربما عليكِ التفكير مرتين قبل الموافقة، فقد يعرّض نفسه للمخاطر، خصوصا في أماكن مثل مدينة الملاهي.
الإشراف المدرسي: هل المدرسة حريصة على توفير المشرفين المؤهلين لرعاية الأطفال؟ العناية بعدد كبير من الأطفال خارج أسوار المدرسة تختلف عنها داخل أسوارها، تأكدي من وجود مشرفين قادرين على التعامل مع الأطفال والعناية بهم، وتأكدي كذلك من تناسب عدد المشرفين مع عدد الأطفال، فبعض المدارس لا تلتزم بتحديد عدد معين للطلاب المشاركين في الرحلة، حرصًا على المكاسب المادية، ما قد يتسبب في مشاركة عدد كبير من الطلاب، مع عدم وجود العدد المكافئ من المشرفين عليهم.
مدى إفادة الرحلة لطفلك: هل ستساعد الرحلة صغيرك على تعلم شيء جديد؟ الرحلات التعليمية فالرحلات إلى المتاحف أو الأماكن الدينية والتاريخية وكذلك الرحلات العلمية مهمة جدًا للصغار، فكلها تساعده على التفاعل مع ما يدرسه عن قرب وتوسيع مداركه وإثارة فضوله المعرفي.
لا تهملي الجانب الترفيهي: على الرغم من أهمية الرحلات التعليمية والتاريخية فإن الرحلات الترفيهية لا تقل أهمية أيضًا، ففيها يتشارك ابنك الذكريات والمرح مع زملائه وهو أمر لا يقدّر بثمن، لا يعني هذا أن توافقي على أي رحلة دون التساؤل عن جدواها.
إذا كنتِ شديدة القلق وترفضين الرحلات دائمًا، لا بأس من أن تسمحي له برحلة من وقت لآخر، كي لا يشعر ابنك بالاضطهاد، أو بأنه أقل من أقرانهم مع مراعاة العوامل السابق ذكرها.
احرصي على منح صغيرك ما يحتاجه من الطعام الصحي، كي لا يضطر لتناول الأطعمة السريعة غير الصحية في الرحلة.
احرصي على تزويد صغيرك بما يحتاجه من نقود للإنفاق في أثناء الرحلة، مع إضافة مبلغ احتياطي للطوارئ والتنبيه عليه بالإنفاق في حدود المبلغ الأساسي، وعدم استخدام مبلغ الطوارئ إلا في حالات الضرورة القصوى.
تأكدي من حفظ صغيرك لرقم هاتف الطوارئ واسمه الكامل وعنوانه في حالة فقده لمشرفي الرحلة، مع التأكد من حمله لبطاقة مكتوب فيها هذه البيانات لحالات الطوارئ.
تأكدي من تزويد الطفل بالملابس المناسبة للمكان الذي سيذهب إليه، وتزويده بجاكيت ثقيل إذا كان ميعاد العودة ليلًا.
تأكدي من الحصول على أرقام مشرفي الرحلة للمتابعة معهم والاطمئنان على طفلك كلما أمكن، ومن التأكيد على طفلك بتنبيهات السلامة اللازمة وعلى ألا يبتعد عن الصف.
وأخيرًا، لا تنسي تزويده بكاميرا إن كان في سن تسمح بذلك أو الحصول من المدرسة على نسخ من الصور الفوتوغرافية التي التقطت له في أثناء الرحلة.