ينبوع الحياة

نمت وترعرعت في جوٍ يسوده الجفاف…… كبرت في صحراء قاحلة شحيحة تكاد تخلو من الأعشاب والنباتات, جفت الينابيع فيها, شجرة تأن من وطأة العطش في هذه الحياة القاسية .
أرسلت جذورها للأعماق وتمسكت بالأرض بشدة وكأنها تتشبث بالحياة. حاولت جاهدة أن ترشف قطرات الماء التي تجدها في طريقها للأعماق, ولكن هذه القطرات القليلة لم تكن كافية لتطفأ لهيب العطش في قلبها.
بدأت أوراقها بالذبول وألوانها الزاهية لاذت بالشحوب , صارت ترى الدنيا من حوله كالنار المشتعلة تأتي على كل أخضر ويابس. أصبحت الحياة بالنسبة لها كالفأس الذي يتحين الفرصة لاجتثاثها من الجذور وسلبها حياتها.
أحست ببرودة الموت تسري ببطءٍ متثاقل في عروقها.لقد صار اليوم كالبارحة وغداً سيكون مثل اليوم فما الفائدة؟ ما فائدة الحياة ؟ أهلاً بالموت..!!
نامت ليلتها وهي تحلم بالماء وعودة الحياة لواحتها الجافة.. ..
استيقظت على نسمات باردة وعلى صوت خرير رقيق !! لم تصدق نفسها , اعتقدت أنها لا تزال نائمة !!
إنه ينبوع جديد يمتد بحنان حول جذورها!! شربت من منهله الصافي حتى ارتوت , عادت لأوراقها لونها الأخضر البديع وعادت الاشراقة تغلف واحتها التي زهت وربت .وعاد الأمل يملأ روحها.
مع الأيام تفتحت الزهور على أغصانها وأصبحت الدنيا جميلةَ جمال الينبوع الذي أعاد إليها الحياة , عاشت أحلى أيامها واعتقدت أنها ودعت أيام الحرمان للأبد.
لكنها اليوم عرفت أن هذا الينبوع الحبيب سيترك واحتها !! سيغادر متجهاً للجنوب !!
وعدها بالعودة من جديد في العام المقبل, نظرت إليه وهو يهم بالرحيل و كانت أعماقها تصرخ بسؤال واحد: هل تراه حقاً سيعود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أتمنى تعجبكم ويسعدني مروركم وتعليقاتكم.