——–
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول صاحب القصة:حججت مع إحدى الحملات, وكان ممن معنا في الحملة أحد العساكر الذين يعملون
في أمن الطائرات , وللمعلومية فأمن الطائرات مهمتهم أن يحفظوا الطائرات من الاختطاف
او مايخل بأمنها, المهم جلست في أحد ليالي الحج جلسة شيقة مع صاحبي هذا نتجاذب وإياه أطراف الحديث
وأخذ يشدني بقصصه التي يذكرها والتي كان منها هذه القصة التي سأذكرها لكم والتي كانت فعلا مؤثرة.
يقول صاحبي: أتذكر الطائرة السعودية والتي اصطدمت بطائرة كازاخيستانية عام 1417هـ
وتفجرت ومات كل من كان عل متنها -رحمهم الله تعالى- ومن ضمنهم قائدها الكابتن خالد الشبيلي رحمه الله.
قلت له : نعم … ومن ينسى تلك الحادثة المؤلمة. فقال لي : لقد حدث فيها مواقف لا أنساها…
وبدأ بسردها وهو يقول: في تلك الرحلة للطائرة المنكوبة كنت أنا المسؤل عن تحديد الطاقم
الذي سيرافق هذه الرحلة والذين يبلغ عددهم عادة ستة أفراد , وبعد ان تم اختيارهم وتحديدهم,
أتاني أحد العساكر وطلب مني ان يكون من ضمن هذا الطاقم, رفضت طلبه لعلمي بأنه لتوه قد عاد من
رحلة سابقة,وأصر وألح علي ولكني واصلت رفضي لطلبه .
خرجت من الدوام متوجها إلى منزلي ولكني وعند وصولي للمنزل تفاجأت بأنه يتبعني وأوقف سيارته
عند منزلي وأتاني ليواصل إلحاحه وإصراره في أن أجعله من ضمن طاقم هذه الرحلة ,
ومع شدة إلحاحه طلبت منه تبرير طلبه فذكر لي بأنه قد عقد ملكته وأنه سيكون زواجه في الاجازة
والتي ستكون لمدة شهرين بعد ثلاثة أسابيع تقريبا ,
ويريد ان يذهب في هذه الرحلة لينال الاجازة المتعارف على منحها لمن يسافر مثل هذه الرحلات
الطويلة وهي اسبوعين وبالتالي يستغلها في تأثيث بيت الزوجية المنتظر .
يقول صاحبنا تعاطفت معه ورحمته ورشحته من ضمن طاقم الطائرة,وقد امتلأت قسمات وجهه فرحا
وأنسا,
وأخذ يدعو لي ويشكرني. حزم حقائبه وأعد متاعه وركب في تلك الرحلة ولكنه كان سفرا بلا عودة فقد
مات مع من مات في حادث تصادم الطائرة السعودية المنكوبة,
وترك خلفه تلك الأحلام والتي شاءت إرادة المولى عز وجل أن يحل عليه أجله المكتوب ..
تأثرت من هذه القصة ولكني تذكرت أن الله جعل لكل واحد من أجلا لا مفر منه ومصيرا لامناص منه..
قال تعالى(ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) فهل استعدينا بالاعمال الصالحة لهذه اللحظة…
ولم يتوقف الأمر هنا ….فقد واصل صاحبي حديثه الشيق ….بأنه كان المفترض أن يكون طاقم الرحلة ستة…فأصبحوا خمسة؟
لقد ذهبت الرحلة عن أحدهم لأنه غط في سبات عميق ولم يصح من نومه إلا بعد إقلاع الطائرة وتمت معاقبته ومجازاته ..
فسبحان الله الذي أماته موتة صغرى ليصرفه عن الموتة الكبرى وسبحان الله الذي كتب لهذ الحياة وقدر لذاك الممات….
فهل نتعظ بهذه العبر والعظات؟
منقوله من أيميلي لشدة أعجاااابي بهذهِ القصه وفعلاً مؤثره 0
منقولة
__________________
[/b][/SIZE]