بسم الله الرحمن الرحيم
على أرض عرفة هناك الملايين من الحجاج تشغلهم حالة واحدة تقشعر لها الأبدان حيث الإقبال على الله و الانقطاع عن هذه الدنيا بقلوب خاشعة وأعين دامعة وحتى من يشاهدهم عبر الإعلام يجد نفسه قد تأثر وشاركهم أجوائهم الإيمانية .هذه اللحظات نعيشها كل عام مع هذا الركن العظيم فعلينا كمسلمين سواء كنا حجاجا او ممن يشاهد الحج عبر الإعلام ان نستفيد من دروس ذلك الركن التي تطرق قلوبنا لعل منها تذكر اليوم الآخر يوم نحشر في صعيد واحد قال تعالى : وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) 46 الكهف فهناك اجتماع آخر مهيب له شأنه وأهواله سنعيشها بتفاصيلها لم نأخذ من دنيانا إلا تلك الأعمال هي الحاضرة الشاهدة وعليها يكون التفاضل والتمايز .
جاء في حديث الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ » . قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا يَعْنِى بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِى تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ . قَالَ « فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِى الْعَرَقِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا » . قَالَ وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ . مسلم فهاهي أيام الحج فرصتنا التي نستعد بها ليوم غد فنحن بين حج بلا رفث ولا فسوق سنخرج به من ذنوبنا .. وبين أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله فنسارع إلى الله فيها .