للتطور مقابل؛ أو ضريبة إن جاز التعبير، وللتقنيات والأجهزة الذكية وقت من حياتنا الاجتماعية، وضررٌ على أحوالنا الصحية، وكما أن هذه الأجهزة وُجدت لتسهّل ظروف الحياة، لها أيضاً زوايا سلبية مقرونة بسوء الاستخدام غالباً، فالخطأ في الطريقة لا في الأداة، ومن ذلك الخطر الداهم لأعيننا بفعل الإمعان السلبي في الأجهزة التقنية.
الدكتور أنمار التك استشاري طب وجراحة العيون، قال: إن التحديق المستمر على مصدر ضوئي قريب، يؤدي إلى جفاف العينين، خاصة وأن معدل رمش جفن الذي يعمل على الحاسوب، يكون أقل من الطبيعي، فيؤدي ذلك إلى الشعور بوجود جسم غريب في العينين، ما يتسبب في احتقانهما.
من هنا تتشكل العلاقة الضبابية بين المستخدم والأجهزة التقنية، التي ستكون لها الغلبة حتماً إن لم يحسن الشخص التعامل معها بأمان، فتكون الخاتمة مؤلمة، طالما أن الأمر يتعلق بالنظر أو الرؤية. وأضاف الدكتور التك: إن أضرار استخدام الحاسوب أو الأجهزة اللوحية، تكمن في طريقة الاستخدام وليس في الوسيلة نفسها، فعند استخدام هذه الأجهزة ضمن الضوابط، تكون الأضرار قليلة أو معدومة
وسائل التواصل
وفي حين أن أدوات التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، عززت عزلة الأفراد، وزادت ملامح البعد والتشتت لدى أفراد الأسرة الواحدة، لا يزال المجتمع أو الأهل في حالة ضعف إن جاز التعبير، أمام هذه السيطرة المطلقة على حياتنا اليومية، من قبل الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة اللوحية، التي تغلغلت في شؤوننا العامة والخاصة، مفرزةً أضراراً كثيرة يعانيها مستخدمو هذه الوسائل.
ساعات طويلة
ويؤدي استخدام الحاسوب لساعات طويلة، بحسب الدكتور أنمار، إلى أعراض جانبية، مثل: حرقة وجفاف العين، وصداع وآلام الرأس والرقبة، وتحسس للضوء المفرط، وضبابية الرؤية والازدواجية، وضعف التركيز على المسافات البعيدة.
كما أن التحديق المستمر على مسافة قريبة ولفترة طويلة، يقود إلى تقلص العضلات الداخلية في العين، الذي يستمر لفترة بعد الانتهاء من العمل على الحاسوب، مسبباً قصراً في الإبصار.
وتطرق الدكتور أنمار إلى أهمية الالتزام بوضعية جلوس آمنة ومريحة برفقة الحاسوب والأجهزة اللوحية، حفاظاً على العينين وبقية أعضاء الجسد.
خطوات السلامة
وضع الدكتور أنمار التك جملة من الإرشادات لتجنب الأضرار المحتملة على العينين عند التعامل مع الأجهزة التقنية، إذ يجب أن يكون بعد الشاشة عن العينين 60 سم، ويكون مستوى العينين الأفقي بمستوى أعلى الشاشة.
ومن الضروري الابتعاد عن الحاسوب مدة 10 دقائق كل ساعة، والتحرك من المكان والنظر إلى الأشياء البعيدة، وغلق وفتح العينين بتوزيع الدمع فيهما، أواستعمال قطرة مرطبة للعين.