الحاج والاتباع

مع انطلاقة أولئك الحجيج إلى بيت الله تعالى لأداء مناسك الحج، ما أجمل أن يكون الاتباع للسنة هو الرفيق الذي لا يفارقونه.. نعم إنه الاتباع لسيد الحجاج صلى الله عليه وسلم.

لقد نظرت في أحوال الحجيج وإذا بي أرى الحرص على أداء الحج، ولكني أجد في الوقت نفسه التقصير، بل والغفلة أحيانًا عن "ركن الاتباع".

إن الله قد بعث لنا رسوله صلى الله عليه وسلم هو القدوة الذي يتبعه الناس في عباداتهم القولية والعملية.. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

إليكم أيها الحجيج أبعث هذه الرسالة "الاتباع طريق القبول" والسُّنَّة هي عنوان التوفيق.. إن ضد الاتباع مبدأ "الابتداع" الذي هو سِمة المخالفين للسنة، المعرضين عن المنهج الحق.

والمتأمل لأحوال بعض الحجاج يجد العجب العجاب في إحداث أقوال وأذكار وأعمال واعتقادات لا أصل لها، بل إن بعضها لا يقبله العقل فضلاً عن النقل، وما ذاك إلا للجهل الكبير أو التعصب لمذهب ليس عليه دليل، فكن متبعًا لا مبتدعًا، مقتديًا لا متعصبًا، ولتكن السنة هي مقصدك وغايتك.

واعلم أن هذا هو طريق القبول للأعمال، وفي الصحيح: «من عمل عملاً ليس علية أمرنا فهو ردّ» (مسلم: 1718).