طريق واحدة، مصير وحيد
ماذا لو أنك افقت فوجدت نفسك تسير في طريق واحدة
بلا منعطفات، ولا مفارقات، ولا خيارات،
طريق واحده فقط…مصير واحد فقط،
لا فرصة في تغييره، أو تطويره، أو تعديله،
لا فرصة ولا أمل في ذلك،
و تشعر في قرارة ذاتك،
أن هذه الطريق ليست هي الأفضل، لكنها الوحيدة …؟؟
كم مرة شعرت أنك بحاجة إلى التغيير حينما يكون الدرب سالكا،
فيما انت لا تشعر بنفسك سعيدا،
وأن الجميع على ما يرام، فيما أنت بحاجة إلى شيء مختلف،
وحينما يصبح كل شيء يسير في طريقه،
تأتي أزمة تغير شكل حياتك،
وتقلبها رأسا على عقب،
بعض الأزمات، تأتي بلا مقدمات.
ماذا لو كانت الحياة تسير في خط مستقيم، بلا منعطفات،
وما أنت عليه بالامس، هو نفسه ما أنت عليه اليوم؟
سيحدث كما يحدث لو أنك تسير في طريق طويل مستقيم
طوال الوقت،
كل ما هنالك أنك لا تجد أي خيار
امامك سوى تلك الطريق المستقيمة،
ولعلها ليست هي الطريق التي كنت تريد،
إنما وجدت نفسك فيها فجأة، اهلك وضعوك هناك، أو المجتمع،
ولربما الظروف،
فماذا ستفعل حينما تجد نفسك في طريق واحده بلا خيارات،
إنه بالتأكيد أمر ممل ومتعب،
ولذلك جعل الله الانسان مخيرا بالاضافة إلى كونه مسير،
وجعل لحياتك الكثير من الخيارات والفرص والمفارقات،
وكذلك المنعطفات،
فدائما ما يرغب الانسان في أن يسهم في تشكيل حياته
فمع كل مفترق طريق،
تكون هناك خيارات، ومع كل منعطف تكون هناك اختبارات.
في حياة كل انسان ثمة منعطف غير مجرى حياته،
منعطف أو أكثر،
والمنعطفات مختلفة التأثير على حياتنا باختلاف حدتها،
فالمنعطفات الحادة، تكون أكثر تأثيرا، وارباكا،
من المنعطفات البسيطة،
تماما كالمنعطفات في الطريق،
والسيارة التي تسير بسرعة كبيرة، قد تصاب بأعطاب كثيرة،
أثر المنعطفات الحادة، فيما يمكن للسيارات المتروية،
أن تسيطر على الوضع، تماما كالحياة، فالانسان المتأني،
والمتروي،
يتصرف بشكل أفضل عند الازمات،
فيما يبدي الشخص المتسرع، تصرفات متهورة يندم عليها فيما بعد،
الأزمات وسيلة جيدة لتدريب الذات
ثبات السيارة عند المنعطفات، لا يعتمد على سرعتها فقط،
وإنما على اعداداتها ايضا،
فحينما تكون ذات اعدادات عالية المستوى فيما يخص المنعطفات،
فإنها تحقق ثباتا يثير الاعجاب، وحينما تكون ذات اعدادات اقل جودة،
فإن السائق يضطر لبذل مجهود اضافي، ليحافظ على ثباته،
الذي لا يكون بالمستوى المطلوب،
في الحياة، وجب على الأنسان أن يزود نفسه بما يحتاج إليه،
ليتعامل مع الأزمات، عليه أن يطور ذاته، ويصقل شخصيته،
بما يكفي ليتجاوز بها منعطفات الطريق بثبات أكبر.
الخبرة والمشورة تقلل من حدة الأزمات
حينما نسير في طرقات لا نعرفها، ولم نألفها فمن ا لطبيعي أن نسير بتأني،
لأننا لا نعرف متى تبدأ المنعطفات في الظهور،
بينما نسير بسرعة أكبر حينما نمر في طرق نعرفها،
وكثيرا ما تلاحظ أن السائحين يحملون معهم خرائط للطرق،
تجعلهم مستعدين للمنعطفات التي يتوقعون ظهورها فعليا،
بعد أن لاحظوا وجودها مسبقا على الخريطة.
هذا ما يجب أن يكون عليه حالنا، فحينما نمر بتجارب سبق أن مررنا بما يشبهها،
فإننا نسير بنوع من الثقة، ونتقدم بسرعة، لكن حينما نمر بتجربة جديدة،
تجدنا مختلفون، نصبح أكثر حذرا،
وبعض المشورة من ذوي الخبرة تجعلنا نسير عبر الطرق الجديدة،
بثقة افضل، مما لو كنا نسير على غير هدى،
بعض المنعطفات في حياتنا اختيارية،
حيث يمكننا ان نمتطيها، ويمكننا أن لا نفعل،
وفي المقابل ثمة منعطفات اجبارية،
لا يمكننا أمامها إلا أن نستسلم لها،
لا يمكننا أن نفعل إزاءها أي شيء،
سوى الاستسلام، والترقب، ….!!!!
الانسان مسير مخير
إن من عدالة الله في خلقه،
أن جعل سبل الحياة ذات خيارات،
وجعل للانسان فرصة الاختيار، بين تلك السبل،
المنعطفات الاجبارية منحة متخفية
يميل الانسان إلى تكرار القيام بما تعود القيام به بشكل مستمر،
والتشبث بكل ما هو مألوف،
تأتي أرادة الله لتضعه أمام منعطف اجباري،
يقوده إلى عدة خيارات جديدة، منها الطيب،
ومنها ما دون ذلك، إنه الاختبار،
وعليك أنت أن تختار،
فأي طريق ستسلك؟
منقووووووووول