الخلايا الجذعية أمل المرضى
منقول من جريدة البيان تحت عنوان: "الخلايا الجذعية أمل المرضى " هل فكرتم يوماً بإمكانية منح طفلكم أو طفلتكم فرصة ثانية قد يحتاجها في المستقبل؟ مَن مِن الأهل لا يفعل المستحيل للتأكد من أن طفله ينمو بشكل صحي؟ الطريقة الأفضل لتحسين فرص نمو الطفل ككائن بشري صحي هي حفظ الخلايا الجذعية من دم الحبل السري المستخرجة والمخزّنة عند الولادة، كي تكون بديلاً عن الخلايا التالفة والفاسدة. كان الأطباء والأزواج خلال العقدين الأخيرين وحتى وقت غير بعيد، يتخلصون من الحبل السري بعد الولادة. لكن تبدّل هذا الوضع منذ مدة قريبة مع اكتشاف المكونات الحيوية التي يجمعها دم الحبل السري أثناء فترة الحمل. وبناء عليه، يتضاعف عدد الأهل الذين يختارون بنك دم الحبل السري لأطفالهم. بما أن لا خطر في أخذ كمية قليلة من دم الحبل السري بعد عزله عن جسم الطفل والذي سوف يرمى على أية حال في واقع الأمر، إذن يجدر بكم ألا تفكروا بأي أثر سلبي لموضوع بنك دم الحبل السري. ويمكن الاستعانة بالخلايا الجذعية من دم الحبل السري في عمليات زرع الأنسجة لعلاج مجموعة من المشاكل الصحية لدى الأطفال بما فيها اللوكيميا (سرطان الدم) وفقر الدم المنجلي والثلاسيميا والاضطرابات الأيضية الخاصة بعملية أكسدة المواد الغذائية في الجسم. وتقول الدكتورة ابتسام العبيدي، الاخصائية الطبية في «كرايو سيف أرابيا»، بنك دم الحبل السري الخاص الذي يتخذ من دبي مقراً له: «إن الموقف الدولي تجاه حفظ الخلايا الجذعية من دم الحبل السري يتطور ايجابياً بدرجة ملحوظة مع وعي الناس بواقع أهمية اللجوء إلى هذه الطريقة الطبية لإنقاذ حياة الفرد في المستقبل». على غرار النخاع العظمي، يمكن استخدام الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري في عمليات زراعة الأنسجة لعلاج مجموعة كبيرة من أمراض الدم والأجهزة المناعية المعروفة لدى الإنسان، مع ذلك، فإن دم الحبل السري يعدُ مصدراً غنياً للخلايا الجذعية كما هو الحال للنخاع العظمي، لكنه يجنّب الطفل الكثير من المشاكل التي لها علاقة بعمليات زراعة خلايا النخاع العظمي، في حال احتياج طفلكم أو أي فرد من أفراد الأسرة لمثل هذه العلاجات خلال حياته. كما لا توجد حاجة إلى عملية استخراج النخاع العظمي المؤلمة، إضافة إلى أن احتمالات رفض الجسم لها ضعيفة جداً. يقوم بنك دم الحبل السري الخاص »كرايو سيف أرابيا» بتخزين الخلايا الجذعية المستخرجة من أي طفل حديث الولادة للاستخدام الخاص بالطفل وأبويه فقط. ويتم حفظ هذه الخلايا تحت صفات المنشأ الأصلية وفي حالة جهوزية متاحة للمستقبل. وبهذه الطريقة، يتم المحافظة على صفات وهوية الخلايا الجذعية لكل طفل حديث الولادة. وأضافت الدكتورة ابتسام العبيدي قائلة: «إن «كرايو سيف أرابيا» متخصص بتجميع وعزل وحفظ الخلايا الجذعية من دم الحبل السري في السائل النيتروجيني. ونحن ندير مختبراً خاصاً وفق أحدث التقنيات ومقره في مجمع دبي للتقنيات الحيوية والأبحاث «دوبيوتيك». في العام ,1988 تمت أول عملية زرع لخلايا دم الحبل السري بنجاح على طفل يعاني من فقر الدم الوراثي «فانكوني». ومنذ ذلك الحين تمت معالجة أكثر من 6000 مريض من خلال عمليات بينها ما يزيد على 14 عملية استخدمت فيها خلايا الدم العائدة إلى الأشخاص أنفسهم ومنها الخلايا الجذعية من دم الحبل السري الخاص المخزّنة. وتشرح الدكتورة ابتسام العبيدي بقولها «إن العملية الصحيحة والنموذجية لحفظ الخلايا الجذعية من دم الحبل السري في البنك تشتمل على ثلاث مراحل أساسية تعتبر جوهرية لضمان جودة عالية في حفظ الخلايا الجذعية. يجمع دم العمل السري ليدخل فوراً في عملية استخراج الخلايا الجذعية يليه عملية حساب عدد وحيوية الخلايا الجذعية ثم عملية حفظها في السائل النيتروجيني بمعدل 196 درجة مئوية تحت الصفر. ونحن في «كرايو سيف أرابيا» نوسع العملية قليلاً عبر شطر عينة. الخلية الجذعية المستخرجة إلى اثنتين وبواسطتها نخزّن واحدة في مختبرنا في دبي، فيما نشحن الثانية إلى بلجيكا كي نتجنب المجازفة بضياع إحداهما. وتتبع كل مرحلة تعليمات صارمة وفحوصات بأجهزة حديثة معتمدة من قبل مؤسسات محلية ودولية. يحتوي دم الحبل السري على خلايا جذعية تكوّن الدم والتي هي خلايا منشأ يمكن أن تشكّل خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية التي هي عنصر جوهري في إبقاء الإنسان على قيد الحياة والحفاظ على صحته. الخلايا الجذعية من دم الحبل السري ليست خلايا جذعية جنينية لكنها في الواقع خلايا جذعية متعددة القدرات يمكنها نظرياً أن تتطور إلى أي نوع من الخلايا البشرية.
——————————————————————————–