في سن معين تجدين نفسك أمام مرحلة صعبة من مراحل تربية طفلك، حيث يبدأ في مرحلة التمرد، والتي تجبرك في بعض الأوقات على تعنيفه بذكر عبارات صارمة أو وصفه بصفات سلبية، في محاولة منك لمنعه من ارتكاب تصرف ما أو تكراره، ولكن انتبهي جيدًا، فهذه الكلمات التي قد لا تلقين لها بالًا قد تعمل على تكوين نفسية طفلك بشكل سلبي، لذلك عليكِ أن تتعلمي وتعرفي جيدًا ما هي الكلمات التي تعزز الثقة داخل طفلك؟ وما هي الكلمات التي تتسبب دون قصد منكِ في تكوين شخصية مهزوزة له؟
كيف يمكنك تعزيز ثقة طفلك بنفسه؟
المدح:
من أهم الأشياء التي تساعد على تكوين نفسية جيدة لطفلك تسمح بتعزيز الثقة داخله، فالمدح واستخدام كلمات إيجابية يعد من الأمور المهمة التي تعزز ثقته بنفسه، وخاصة المدح أمام الغير، تحدثي عن إنجازات طفلك أمام زوجك وأهلك وأهل زوجك، وكوني فخورة به ورددي على مسامعه أنكِ تثقين به لمساعدته لكِ في كثير من الأمور.
لوحة الإنجازات:
ضعي لوحة إنجازات لطفلك داخل غرفته، ودعّميها بكلمات المدح، فهذا يساعد بشكل فعّال في تنمية الطاقة الإيجابية داخل طفلك وتعزيز ثقته بنفسه وتنمية رغبته في التطوير من أدائه.
مشاركته في اتخاذ القرارات:
اشعري طفلك بأن رأيه مهم وضروري في القرارات التي تُتخذ في المنزل، واحرصي دائمًا على ترديد كلمات تشجيعية، مثل: "لقد ساعدتني كثيرًا في اتخاذ قرار جيد"، "سأحرص دائمًا على مشاركتك القرار لأنك تفكر جيدًا"، "ماذا كنت سأفعل إذا لم تشاركني القرار"، واشعريه دائمًا بأن وجوده فارق بشكل واضح.
تجنبي الكلمات التي تعبر عن خوفك الزائد:
في كثير من الأوقات يجبرك خوفك على استخدام مصطلحات تحذيرية لطفلك، لتجنب سقوطه أو إصابته في أثناء اللعب، وهذا الأمر يُفقده ثقته بنفسه أو يجعله يتعامل بشكل مُقيّد، لذلك تجنبي ترديد كلمات، مثل: "خلي بالك، لا تفعل هذا"، أو النداء عليه بصوت مرتفع، وحاولي أن تجدي طرقًا مختلفة للتعليق على تصرفاته أو لفت انتباهه لعدم تكرار سلوك ما.
المكافآت والهدايا:
من فترة لأخرى، يجب أن تشتري له هدية كان طفلك قد أبدى رغبته في الحصول عليها، واعلميه أن هذه الهدية جاءت كمكافأة له لإنجازه شيئًا ما أو لاتخاذه سلوكًا جيدًا.
ولكن هناك مجموعة من الاعتبارات التي يجب أن تنتبهي إليها، منها:
عدم الإفراط في المديح:
أظهرت نتيجة دراسة أجرتها جامعة كولومبية تابعت الأطفال من سن الروضة إلى الصف الخامس الابتدائي، أن الأطفال الذين اعتادوا في صغرهم على تلقي الثناء على كل إنجاز يقومون به، يميلون في السنوات التالية من أعمارهم إلى اختيار المهارات البسيطة والهينة، ويتجنبون التحديات الشاقة، ولا تستهويهم الأشياء الصعبة، ويعانون قلة الثقة بالنفس، على عكس الأطفال الذين اعتادوا تلقي الثناء على جهودهم ومثابرتهم، فهؤلاء يستهويهم في السنوات المتقدمة البحث عن المهارات الشاقة والمعقدة.
وأشارت الدراسة إلى أن إفراط الآباء في التعبير عن عواطفهم تجاه أبنائهم يبعث في أنفسهم الشك والريبة تجاه قدراتهم، كما يقول متخصصون إن الأطفال الذين يعتادون على تلقي المديح بشكل مبالغ فيه من السهل أن يصيبهم الغرور بأنفسهم، وقد يدفعهم هذا المديح إلى إهمال تطوير أنفسهم.
لذلك كوني محددة فى مدحك له بالتركيز على نقاط القوة لديه، وفي أوقاتها، وركزي دائمًا على مدح الجهد لا النتيجة.
المقارنة:
المقارنة من أسوأ الأشياء التي تعرضين لها طفلك، والتي تؤثر بالسلب على شخصيته وثقته بنفسه، فعبارات كثيرة تردديها قد تقصدين بها زيادة حماسه، ولكنها في الحقيقة تتسبب في تكوين شخصية مهزوزة على المدى البعيد، مثل عبارات: "فلان أشطر منك" و"لازم تبقى زي فلان"، وغيرها من العبارات التي تضعه في مقارنة مع غيره.